الأحد، يونيو 26، 2011

حصيلة أربع سنوات مهدرة

الآن انقضت أربع سنوات على دراستي في كلية التربة النوعية ، والآن وللأسف الآن فقط يمكنني القول أنها كانت أربع سنوات مهدرة ، سابقا وقبل 5 سنوات اخترت لنفسي طريقا لأسير فيه ، الطريق الوحيد الذي وجدتني قادرا على أن أفعل فيه شيئا ذا قيمة رغم قدراتي الفطرية في مجالات أخرى لكنها لن تحقق لي سوى مصلحة شخصية تفتقد القدرة على إكساب حياتي معنى أو هدفا .
حصلت على الثانوية العامة وعدت إلى مصر ، وبسبب اختيار خاطئ تم اختياره على نقص من الإلمام والمعرفة بما أنا مقبل عليه ، كان ترتيب رغبات التنسيق سببا في دخولي لكلية العلوم ، كل ما كنت أهتم به أن بها قسم خاص لعلوم الحاسوب وكان هذا كافيا لي، ولم لا فهي تبعد عن منزلي 10 دقائق مشيا على الأقدام، ووجدتني أدرس فيها كل شيء من العلوم الطبيعية عدا علوم الحاسوب ، اللهم إلا مادة واحدة في الفصل الدراسي الثاني يسمونها مقدمة في الحاسبات لم يكن أحد يهتم بها وحصلت فيها على أعلى تقديراتي.
أسباب أخرى أيضا إلى جانب ذلك الطموح والشغف الذي كان يسيطر على ويوجه كل تفكيري كانت سببا في عدم نجاحي في عامي الأول في الكلية ، ربما أحدها أن ما لدي من قيم وأخلاق تربيت عليها منذ كنت صغيرا كانت تمنعني من أن أضع لنفسي درجات تجارب الفيزياء بدلا من المعيدين رغم أن دكتور المادة لن يهتم بمن وضعها فهو يهمه فقط أن تكون هناك درجات، ربما أحدها أني نشأت في وسط مثالي في مدرسة دينية ليس له وجود في الواقع ، فلم أتعلم أن أن أقول لا إذا طلب أحد مني مساعدة ما، وإنما اعتدت أن أكتسب ود الناس واحترامهم بخدمتي لهم ، ربما رأى الآخرون ذلك ضعفا مني ، بل ربما هو ضعف بالفعل، فأساؤوا استغلاله حتى دفعت أنا ثمن ذلك.
وبناء على رغبة أهلي ولأن التحاقي بجامعة أو أكاديمية خاصة بمصروفات كان خيارا غير مطروح، انتقلت إلى كلية التربية النوعية لدراسة التربية الفنية ولكني رفضت أن أتخلى عن طموحي فلم أدخل لقسم التربية الفنية ودخلت أيضا لقسم تكنولوجيا التعليم حتى أتخصص في الحاسب الآلي في السنة الثالثة ، ولكن نسبة مواد الحاسب الآلي هنا أكثر مما كان في كلية العلوم (وذلك فقط في السنتين الأوليين) كما أن الدراسة أسهل بكثير مما يعطيني الفرصة لدراسة ما أريد خارج الكلية وحصلت في السنة الثانية على تقدير  جيد جدا ودخلت إلى قسم الحاسب الآلي وتدريجيا بدأت أدرك أني لن أدرس ما أردته ، وكنت أتوقع هذا منذ اليوم الأول لكنني لم أتوقع أن يكون الأمر بهذا السوء ، اللهم إلا بعض المواد القليلة التي تعد على أصابع اليد والواحدة ، ومضى عامان وأنا أنتظر أن أرى النهاية.
مشروع التخرج كنت أخطط له منذ السنة الثالثة وأبحث عن الأفكار وأقارنها لأختار منها أفضل فكرة تستحق أن تكون مشروع تخرجي ، بدأت في العمل فيه منذ منتصف العطلة الصيفية وبدأت الدراسة في الفرقة الرابعة ثم بدأ يتضح لي أن الفكرة ليست مضمونة إكمالها خاصة أني كان علي أن أعمل فيها وحدي فليس هناك من زملائي من هو مستعد لبذل أي مجهود ليس مطلوبا منه وخاصة أن الأفكار المقترحة من الدكاترة لا تتعدي تصميم موقع تعليمي أو اسطوانة تعليمية بل تصل أحيانا إلى مجرد عرض تقديمي باستخدام Power Point.
نعم كانت أربع سنوات مهدرة حتى وإن كنت عشتها وكل من حولي يرون أنني " عبقري " ، ومقدار ما أشعر به الآن من غضب ونقمة بل ربما إحباط شيء لا يمكنني وصفه ، وبعد أن خمدت تلك الطموحات التي كانت مشتعلة ، أدركت أنني قد ضحيت بكل شيء لأجل لا شيء ، وأدعو الله أن يعينني على استعيد شيئا مما فقدته.
وحسبي الله ونعم الوكيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق