الاثنين، يناير 30، 2012

منصور: محاولة لم تكتمل؛ لكنها بداية.

منذ عام ونصف العام كنت أختار فكرة لمشروع تخرجي من كلية التربية النوعية؛ قسم الحاسب الآلي وتكنولوجيا التعليم، وقررت أن أبدأ في تنفيذ إحدي هذه الأفكار منذ منتصف العطلة الصيفية قبل أن يبدأ العام الدراسي الرابع؛ لأعرف ما إذا كنت سأصل لنتائج بالمستوى المطلوب الذي يمكنني من التمسك بهذه الفكرة كمشروع تخرجي وعرضها بثقة على من سيكون مشرفا على مشروع تخرجي - أيا كان - فلم أكن أضمن الخروج بالنتائج المرجوة، خاصة أن المجال جديد علي تماما، لم أدرسه دراسة حقيقية وكل ما أملكه مجرد أفكار منطقية نظرية لم تختبر عمليا؛ ليس إلا.

كانت الفكرة ببساطة هي بناء تطبيق لمساعدة المكفوفين على التعلم الذاتي من الإنترنت، بتطبيق للنطق الآلي للنصوص الرقمية المعتمد على التشكيل الآلي، المعتمد بدوره على التحليل الصرفي والنحوي للغة العربية.

بدأت العمل في المشروع بتفاؤل، واخترت العمل بلغة C# لأني كنت لازلت أتعلمها وأحاول التعمق فيها أكثر في هذه الفترة، لكن النتائج لم تكن مشجعة كثيرا، ولم أصل لنتائج بالمستوى الذي كنت أتمناه، ولم أتخط حتى المرحلة الأولى : التحليل الصرفي؛ ومع تزايد شعوري بالملل وانتهاء العطلة الصيفية قررت البحث عن فكرة أخرى مضمونة أكثر؛ ونحيت هذا المشروع جانبا.

لم يكن الأمر بهذه البساطة؛ فقد حاولت البحث عن مصادر تعليمية في المكتبات وعلى الإنترنت لأستعين بها؛ لكن حداثة عهدي بهذا المجال، ونقص خبرتي فيه وصعوبة الوصول لمصادر كافية (وقلتها أيضا) حالت دون استمراري فيه، فآثرت تأجيله إلى أن يأذن الله.

وبعد أن تخرجت؛ وأصبح أمامي متسع أكبر - نسبيا - من الوقت، عدت للعمل في المشروع للمشاركة به في مسابقة الفريق العربي للبرمجة 2011، ولم يكن هدفي الوصول لجائزة بقدر ما كان استغلال المسابقة كدافع على العمل وإنجاز شيء جديد، وأنهيت الإصدار التجريبي الأول من "منصور" محلل النصوص الرقمية.

اكتسبت الكثير من الخبرة من العمل على هذا المشروع، ورغم أن المشروع لازال في بدايته، ولم يصل التحليل الصرفي حتى للاكتمال، إلا أنني أصبحت أكثر خبرة ودراية بما يجب علي عمله، وبالمشكلات التي تواجه عملا كهذا، ووصلت إلى نتائج أظنها ليست سيئة، ولازال هناك الكثير للقيام به مما يحتاج الكثير من الوقت والجهد والدراسة.

في المقابل فقد اضطررت لتأجيل العمل على المشاريع الأخرى التي كنت قد فقدت حماسي لها بدرجة كبيرة (ربما أحاول استعادته قريبا)، وأهملت كذلك دراستي لفترة.



الإمكانات المتاحة حاليا في المشروع:
  • التحليل الصرفي للكلمات العربية (لم يكتمل تماما).
  • التحليل النحوي للجمل القصيرة البسيطة (بالإعرابات الأساسية فقط).
  • التشكيل الآلي للنصوص بالاعتماد على نتائج التحليل الصرفي والنحوي.
  • التشكيل الآلي للكلمات الغير مفسرة (الغير عربية غالبا) بالاعتماد على تتابع الحروف.
  • إمكانية تذكر تصحيح المستخدم لاحتمالات التشكيل لكل كلمة ( حتى الآن تتعامل مع الكلمات المفردة فقط).

الإمكانات التي سأعمل على إتمامها في الإصدار النهائي (الأول):
  • إكمال قاعدة البيانات ، تحديدا ارتباطات الجذور بالأوزان الثلاثية والرباعية، وقائمة لواحق الكلمات.
  • تحسين التحليل النحوي.

يمكن تحميل المشروع من موقعه على SourceForge:
 https://sourceforge.net/projects/mansour/files/


الجمعة، نوفمبر 04، 2011

العلم .... سلعة

بينما تدرس أختي دبلومة في الصيدلة لدى مركز تعليمي في القاهرة بنظام التعلم الإلكتروني عن بعد، أرسلوا إليها روابط تحميل للمحاضرات عبر البريد الإلكتروني كتبوا معها تحذير أن المحاضرة يجب أن تشاهد على نفس الجهاز وأن نقل المحاضرة إلى جهاز آخر قد يتسبب بإصابة الجهاز بفيروس مدمر !!!
طلبت منها أن تعيد توجيه الرسالة إلى بريدي إذ أن لي " خبرة " أكبر في التعامل مع الفيروسات  وتسريع التنزيل من مواقع رفع الملفات، ولأن ذلك التنبيه أثار فضولي حين قرأته ، وقمت بتنزيل الملف - وهو بصيغة وينرار- وذهلت عندما وجدت أن كل ما يحتويه الملف هو فيديو المحاضرة بصيغة wmv !!.
والتفسير الوحيد الذي أعتبره مقبولا لوضع تنبيه كهذا أن أصحاب المركز لم يرغبوا في أن يقوم أحد بنسخ المحاضرات أو نقلها حتى لا يستخدمها أحد في "التعلم الذاتي" فإذا أراد فسيكون عليه أن يدفع "مبلغا وقدره" للحصول على الدورة التدريبية.
ذكرني ذلك بأمرين طالما عايشت تجاربهما، الأول أن البعض قد يستغلون درايتهم ببعض المهارات التقنية وغياب وعي الآخرين بها في تحقيق مصالح شخصية أحيانا ما تكون منفعة مادية وأحيانا أخرى تكون لإرضاء غرورهم ونفوسهم المريضة فقط .
أذكر رسالة تلقيتها على Facebook مرة من أكثر من صديق لي تقول أن حسابي في فيس بوك سيمسح وأن شركة الفيس بوك تجري مسحا للحسابات لإزالة الحسابات غير النشطة وأن على أن أرسل الرسالة لعشرة من أصدقائي لأثبت أن حسابي فعال.
تثبت هذه الرسالة أيضا شيئين الأول هو مدى ارتباط الناس بالفيس بوك وعدم استعدادهم للتخلي عنه وكذلك مدى غياب الوعي التقني لدي الناس.
بالطبع لم أرسل الرسالة لأحد (ولازال حسابي يعمل للآن) لأنه من غير المنطقي أن تفكر شركة الفيسبوك بهذه الطريقة الحمقاء لتخسر مستخدمي موقعهم بهذه البساطة وعمدا مع سبق الإصرار، ولأنه إذا أرادوا التأكد من الحسابات النشطة لوجدوا مليون طريقة أكثر بساطة وعقلانية. لكن كان السبب الأكثر إقناعا ولا يحتمل المناقشة أن الرسالة كانت مصحوبة بترجمة إنجليزية تترجم "حسابك في فيسبوك سيمسح..." بـ "Your facebook scan..." !.
تذكرت أيضا رسالة انتشرت على صفحات الفيسبوك تقول " أنا اتشحن لي بـ 100 جنيه ببلاش..." وتطلب من الناس دخول موقع يطلب منهم القيام بمجموعة من الخطوات تتطلب الضغط على عدة أزرار "Like" ثم وضع رقم الهاتف مهما كانت شبكة المحمول التابع لها ليتم الشحن مجانا.
ما يثير الاستغراب أن الموقع عبارة عن مدونة مجانية على Blogspot - كما هذه المدونة - وما يثير الدهشة حينما فتحت مصدر صفحة الموقع من المتصفح ووصلت لعناوين صفحات الفيسبوك المرتبطة بأزرار Like؛ كانت أولى الصفحات صفحة شخصية -لصاحب المدونة على ما يبدو- وصل عدد معجبيها الآلاف يتصدرها صورة لصاحب الصفحة وهو مسترخ على شاطئ البحر! باقي الصفحات كانت بين صفحة لمعجبي أحد المطربين وصفحة لنادي ... بدمنهور، والغريب في الأمر أني تابعت الصفحة على مدار يومين بعدها وكان عدد المعجبين يتضاعف في حين لا يشارك بها أحد غير منشئ الصفحة.
مرة أخرى تكرر "الاستهبال" عندما انتشرت رسالة تقول أن الفيسبوك سيتحول إلى حسابات مدفوعة الأجر وإذا أردت الحصول على حساب مجاني مدى الحياة ادخل إلى ....... .

الأمر الثاني الذي أريد الحديث عنه هو ما أعتبره أحد أسباب تخلفنا (كعرب) وهو أن هناك الكثيرون منا يعتبرون أن ما وصلوا إليه من علم ومعرفة وخبرة هو كنز ثمين يجب ألا يفرطوا فيه أو يعطوا منه لأحد حتى لا ينقص وحتى لا يحصل عليه الآخرون دون أن يلاقوا ما لاقوه هم من تعب ومشقة وما استغرقوه من زمن. فالآخر منافس لي يجب أن أحتفظ بتفوقي عليه ولا يجب أن أعطيه علمي إلا إذا دفع المقابل. ولهذا السبب -في رأيي- قبل غيره أصبح العلم سلعة غالية الثمن وأحيانا نادرة في بلادنا.
قد لا يظهر ذلك واضحا مع وجود آخرين لا يترددون في مساعدة الآخرين والرد على تساؤلاتهم وأحيانا تقديم كتب ودروس مرئية مجانية، وتجدهم في مواقعهم ومدوناتهم والمنتديات التقنية. لكن ذلك على الإنترنت وغالبا ما يكون بمجهودات فردية فقط أما في الواقع فالأمر يختلف.
إذا بحثت على الإنترنت عن محاضرات فيديو أكاديمية في أي موضوع علمي فهناك احتمال كبير أن تجد ما تريده منشورا بشكل مجاني من مواقع التعلم الإلكتروني للجامعات الأمريكية والأوروبية بل وأيضا هندية وإذا بحثت بلغات أخرى غير الإنجليزية ربما تجدها أيضا.
ولكن لن تجد الكثير من مواقع الجامعات العربية حتى التي تقدم خدمة التعلم الإلكتروني ومقررات إلكترونية أو بوابة على الإنترنت وأغلب جامعاتنا كذلك؛ لن تحصل منها على أي شيء إلا إذا كنت طالبا في الجامعة لك حساب على موقعها وصلاحية دخول له مع وجود استثناءات قليلة.
ربما يتعلق الأمر بجودة النظام التعليمي؟ أو ربما يتعلق بالإمكانيات التقنية المتاحة لدى هذه الجامعات ؟ أو يتعلق بالمنفعة المادية ؟ أم أنها ثقافة عامة تحتاج لتغيير؟.

قد يعتبر البعض أن هذه التدوينة تتحدث عن أمرين مختلفين تماما، لكن كلا النقطتين تصبان في مجرى واحد وهو ما أردت فعلا هنا الحديث عنه.

الخميس، أكتوبر 13، 2011

مراجعة وتصحيح مسار

بينما أحاول حاليا استعادة نشاطي بعد فترة ركود، أعيد النظر أيضا في مشاريعي الصغيرة التي نفذتها سابقا والأفكار التي لم يقدر لها أن تنفذ لسبب أو لآخر، والأفكار التي تبدو لي قابلة للتنفيذ. وقد عزمت على أن أعيد النشاط لمشروعاتي في البرمجة وبشكل أساسي - على الأقل حاليا - مشغل البث المباشر للقنوات والإذاعات العربية على الإنترنت وقارئ RSS (الإعلام العربي على الإنترنت) ؛ وكذلك مشروع الخطوط الحاسوبية الحرة "أقلام".

فيما يتعلق بالمشروع الأول - لم يرق لي أبدا هذا الاسم ولكني لم أجد اسما بديلا معبرا ومختصرا حتى الآن إلا أني سأنظر في هذا الأمر لاحقا - كنت أنوي العمل على تطوير نسخة خاصة بنظام ويندوز ، ربما لأني رأيت أن البرنامج يمكن أن يجذب عددا أكبر من المستخدمين، أو لأنه قد يمكن استخدامه كمساهمة في "حملة توعية دعائية تحريرية" لنشر فكر البرمجيات الحرة بين مستخدمي ويندوز (أفكار حماسية أيام زمان)، أو لأني أركز منذ فترة على تعلم وممارسة البرمجة بلغة C# على منصة ويندوز. ولكني تراجعت عن الفكرة وآثرت أن أعود لصوابي، وأن لا أستمع لهذه الأفكار و"الوساوس الشيطانية". 
بعد مراجعة وإعادة نظر  قلت لنفسي إن أحد الأهداف الأساسية لعمل هذا المشروع كان المساهمة في توصيل رسالة لمستخدمي لينوكس المبتدئين من العرب الذين كنت حينها منهم - وربما لازلت - أن هناك تطبيقات ترفيهية جيدة تعمل على لينوكس وليس لها بدائل بنفس الإمكانيات تعمل على ويندوز. وحاولت بقدر ما كنت أملك من خبرة ومن وقت حينها أن أحقق هذا الهدف ولست واثقا من مدى تحقيق هذا الهدف وإن كنت أظن - عن نفسي - أنه كان للبرنامج أثر إيجابي.
حتى الآن صدر من البرنامج 5 إصدارات - آخرها 4.1 كان منذ أكثر من عامين - وتلقى البرنامج ردود فعل إيجابية في معظمها ( كتطبيق يعمل) إلا أنني كنت أدري أنني ينقصني الخبرة الكافية التي يمكن أن تجعل البرنامج أفضل بكثير. منذ آخر إصدارات البرنامج اكتسبت خبرات أكثر بكثير مما كان لدي حينها إلا أنني لم أنتج شيئا جديدا وهو أمر أفتقده حقا. أظنني أؤمن فعلا بأن وجود الإنسان هو ما يفعله لا ما يستطيع أن يفعله (أو أنني لازلت متأثرا بمادة الأصول الفلسفية للتربية).
لذا بدأت في التخطيط للعمل على إصدار جديد من البرنامج، وتكوين تصور عام عما سيضاف وما سيتغير في الإصدار الجديد.
لم أقرر بعد إن كنت سأستمر في تنفيذ المشروع بجامباس أو سأنتقل للغة أخرى. أفكر جديا في إعادة كتابة البرنامج باستخدام جافا (التي أحبها فعلا منذ عهد SUN Microsystems) لكنني لازلت أبحث مدى دعمها للوسائط المتعددة وهو طبعا أمر ضروري للبرنامج سواء بإمكانات اللغة (أو بالأحرى مكتباتها)  الافتراضية أو بالاستعانة بإضافات خارجية من Gstreamer أو Xine أو غيرهما.
السبب في بحثي عن لغة جديدة هو أني لم تعجبني أبدا جامباس، ليس لأني من أعداء فيجوال بيسك، بل ورغم أني تعلمت معها البرمجة في بداياتي (مع VB.net) إلا أن اللغة لم تصل إلى الدرجة الكافية من الاستقرار وكثيرا ما كانت تواجهني مشكلات بها أثناء عملي ناتجة عن أخطاء برمجية في جامباس، وبالطبع لا أقلل أبدا مما يبذله مطور اللغة من جهود في تطويرها، ولكني كمبرمج أظن أنه من الطبيعي جدا أن أفضل العمل في بيئة أكثر استقرارا توفر لي ما أريده كما أريده.
ولكن في النهاية قد أختار الأيسر لي ، وبدلا من إعادة كتابة البرنامج من البداية أعدل فيما هو موجود بالفعل، خاصة أن جامباس 3 على وشك الصدور مشتملة على دعم QT4 بعد أن أصبحت واجهة البرنامج المعتمدة على QT3 تبدو كما لو كانت تعمل على ويندوز 98 (في أفضل الحالات) عندما لم تعد سمات QT3 (أو بالأحرى KDE3) تصدر مع إصدارات التوزيعات الحديثة. إلا أنه يبدو لي أنني لن أرتاح قبل أن أعيد كتابته بلغة أخرى.

لكن بعيدا عن اللغة المستخدمة هناك عدة مزايا سأعمل على تحقيقها في الإصدار القادم :
- تحسين إمكانيات المشغل المدمج (خاصة المعتمد على Xine ربما بالاعتماد مباشرة على مكتبات Xine) وقد تضاف محركات تشغيل أخرى.
- الاعتماد على قاعدة بيانات SQLite في تخزين بيانات المحطات والمصادر الإخبارية وربما الأخبار.
- الاهتمام بشكل أكثر بقارئ مصادر RSS (في النهاية هو الأساس في مفهوم تلفزيون الإنترنت) وربما سيكون ذلك على حساب عدد القنوات الداعمة لميزة البث المباشر (أغلب القنوات التلفزيونية الآن تدمج البث المباشر ضمن Flash أو Silverlight أو HTML5 على مواقعها بدلا من الاعتماد على المشغلات العادية).
- تقليل عدد الاعتمادات على أدوات أخرى؛ لا مزيد من الاعتماد على wget في تنزيل ملفات الأخبار، وتعديل القائمة الأساسية لن يتطلب صلاحيات الجذر، ببساطة ستكون لكل مستخدم نسخة خاصة من قاعدة البيانات  بدلا من تبويب خاص بقائمة إضافات المستخدم.
- إضافة ميزات خاصة بفلترة المحطات المعروضة حسب البلد مثلا أو التصنيف وتمكين وتفعيل أي منها حسب رغبة المستخدم.
- مراجعة بيانات المحطات والتأكد قدر الإمكان من خلوها من الأخطاء.
- إضافة ملفات مساعدة تشرح استخدام البرنامج.
- إضافة إمكانية تحديث بيانات المحطات من الإنترنت دون الحاجة لعمل إصدار جديد من البرنامج.
- بالإضافة لذلك أفكر في إمكانية إضافة ميزة النطق الآلي لنصوص RSS لكن الفكرة لازالت حاليا قيد البحث ولا أعلم إن كانت ستتوفر في الإصدار القادم؛ غالبا لا.

أما بالنسبة للمشروع الثاني "أقلام" والذي - رغم بدايته رسميا منذ عامين - لم أصدر منه أي إصدار حتى الآن؛ فقد قررت أيضا مراجعة المشروع وأهدافه والتصور المستقبلي له ، وخلصت إلى أنه أولا يجب علي إنهاء الإصدار الأول من مجموعة خطوط أقلام المفتوحة المصدر قبل نهاية العام الجاري 2011؛ ثانيا لن يكون المشروع مجرد مشروع لتصميم خطوط عربية مفتوحة المصدر فحسب بل أيضا (بالإضافة لذلك) إنشاء تطبيقات برمجية ذات صلة قد تشتمل على تطبيق لدعم الكتابة بالعربية في البرامج الغير داعمة لها (سواء التي تدعم يونيكود أو لا تدعمها)، تطبيق لتصميمات الخط العربي (على غرار برنامج كلك على ويندوز)، وربما تطبيق بسيط لتحرير خطوط True Type (فونت فورج تطبيق ممتاز لن أطمح لمحاكاته ولكن ببساطة لا تعجبني واجهته) ، وأخيرا وهو الأهم دراسة مدى إمكانية تطبيق  الذكاء الاصطناعي في مجال إنشاء التصميمات الكتابية الفنية المركبة؛ لم أبحث بعد إمكانية تطبيق الفكرة ولكن نظريا إذا أمكن تلقين الحاسوب بمعلومات الحروف بشكل مبسط - ربما يحتاج الأمر إلى صيغة جديدة لتمثيل قواعد الخط العربي رقميا - بما يشتمل على مقاسات الحروف ، وزوايا ميلانها ، واستداراتها ، والمواضع القابلة للامتداد فيها والأشكال المختلفة للحروف حسب مواضعها وسياقها ؛ يمكن بإعطاء الحاسوب مسارا يمثل الشكل الخارجي لمساحة ما (منتظمة أم لا) وعبارة ذات طول مناسب ، أن يقوم الحاسوب بتركيب كلمات العبارة بشكل جمالي (إلى حد ما) ضمن المساحة المحددة.
لم أراجع بعد أبحاث أو مراجع تتعلق بهذا الشأن ، لكنها لازالت مجرد أفكار ، سأحاول بمشيئة الله العمل عليها في أقرب وقت ممكن ، وربما أجد فيها شيئا يستحق التركيز عليه مستقبلا .

السبت، أغسطس 20، 2011

حول تدريس الحاسب الآلي في مصر

أدرك جيدا أن عامين فقط من التعامل مع نظام تدريس مقررات الحاسب الآلي في المدارس المصرية أثناء التربية الميدانية في الكلية ، لا يكفيان لتقييم الوضع الراهن وإصدار أحكام حول ما هو كائن وما يجب أن يكون ، إلا أنني هنا سأحاول أن أناقش بعضا من النقاط التي أرى أنه يجب النظر إليها بعين الاعتبار في سبيل تطوير منظومة تدريس مادة الحاسب الآلي في المدارس المصرية ، باعتبار أن مادة الحاسب الآلي تكتسب أهمية متزايدة باستمرار في العصر الذي  نعيشه، في ظل دولة عادت لتبحث عن النهضة بعد أن استفاقت من سبات عميق دام لعقود من الزمن.

أولا : هل نعد أبناءنا لسوق العمل أم نساهم في ترسيخ احتكار شركات معينة ؟
وبالتأكيد فحينما نتحدث عن الاحتكار - في الزمن الحاضر على الأقل - فإننا نقصد به أولا احتكار العملاق العالمي " Microsoft " . أغلب مقررات تدريس الحاسب الآلي في مصر تعتمد بشكل أساسي على تدريس منتجات ميكروسوفت سواء نظام التشغيل ويندوز ، أو طاقم البرمجيات المكتبية MS Office أو تصميم المواقع باستخدام Expression Web أو لغة البرمجة Visual Basic .net فهي كلها منتجات ميكروسوفت ، وسواء قصدنا ذلك أم لا فإننا بذلك نساهم في ترسيخ فكرة لدي الأجيال القادمة مفادها أن "الكمبيوتر هو ميكروسوفت وميكروسوفت هي الكمبيوتر". ورغم أن احتكار ميكروسوفت كان سابقا على وضع هذه المقررات وأصبح أمرا واقعا لا يمكن تجاهله ، إلا أننا يجب أن نسأل هل علينا أن نساهم في ترسيخ هذا الاحتكار أم أن نحاول مقاومته والتقليل منه ؟ كذلك فإنه ليس في جميع الحالات تكون منتجات ميكروسوفت هي الأفضل أو الأشهر. مما يجعلني مقتنعا بأن المسؤولين عن وضع مقررات الحاسب الآلي هم أنفسهم متأثرين بالفكرة المذكورة.
والسؤال الأخير هنا هو هل نحن مستعدون لتبني سياسة عامة للنهوض بصناعة البرمجيات في مصر تتضمن رعاية منتجات بديلة وطنية ودعمها في نظام التعليم المصري ، أم علينا أن نبقى تابعين لسوق البرمجيات العالمي ؟ وما مزايا كلا البديلين ؟

ثانيا : هل يمكن ذلك ؟
إذا قمنا بتدريس البرمجيات المفتوحة المصدر ، على سبيل المثال إذا أدخلنا نظام Linux في المقررات التعليمية بدلا من ويندوز أو إلى جانبه فهل سيكون أكثر صعوبة على تلاميذ المدارس ؟ أم أن تدريسه من البداية سيجعلهم قادرين على تعلمه والتعامل معه بسهولة ؟
عن نفسي أعتقد أنه يمكن تدريسه في المدارس خاصة مع التطورات الأخيرة في واجهات الاستخدام الرسومية ، وكذلك إذا استخدمنا توزيعات معدة لهذا الغرض بحيث تكون أقل تعقيدا. ولكن يبقى عامل مهم ، ألا وهو عامل الممارسة ، فتعلم التعامل مع الحاسب الآلي لا يكون فقط في المدارس وإنما يعتمد بشكل كبير ، بل بشكل أكبر على الممارسة المستمرة خارج المدرسة واليوم الدراسي ، وبالنسبة للصغار فإن اهتمامهم الأكبر يكون مركزا على الألعاب والترفيه ، ولا يمكن إنكار أن منصة ويندوز لازالت متفوقة وبمراحل في هذا المضمار.

ثالثا : ماذا نعلمهم ؟

بحكم حماسي الشديد - فيما مضى - كنت أرى أنه إذا كنا نريد تأسيس صناعة برمجيات مصرية فإن علينا أن ندرس البرمجة لتلاميذ المدارس في سن 10 - 12 سنة ، حتى نضمن الوصول إلى أجيال مؤهلة في المستقبل لتقوم عليهم هذه الصناعة ، ولكن عندما التقيت بأحد مدرسي الحاسب الآلي ، في المدرسة التي كنا نمارس فيها التربية الميدانية في الفرقة الرابعة ، استمعت منه لوجهة نظر مغايرة لما كنت أعتقده وأظنها جديرة بالنظر - رغم عدم اقتناعي التام بها - فهو يرى أنه لا يجب أن تدرس البرمجة لتلاميذ المدارس في التعليم الأساسي وأن تكون مادة اختيارية يختارها فقط من يريد أن يتعلمها : " لو عندي طالب ابوه عربجي وعارف انه هيطلع يشتغل مع ابوه عربجي ، هيهمه في ايه انه يدرس فيجوال بيزك ؟ " هكذا كان رأيه باختصار، فهناك مشكلة أساسية في تدريس الحاسب الآلي والبرمجة خصوصا ، وبالتحديد في الصف الأول الثانوي حيث لا تضاف المادة للمجموع وبالتالي لا يهتم بها الطلاب ، وربما ذلك لأنهم أيضا لا يريدون دراسة البرمجة حيث أنهم اختاروا لمستقبلهم تخصصات أخرى، وبالتالي تفتقد عملية التدريس عاملا هاما وهو رغبة الطالب في التعلم !.
ولكني أعود وأقول - خصوصا عن موضوع العربجي مع احترامي للعربجية -  أن التعليم الأساسي الهدف منه تقديم قدر أساسي ومشترك من التعليم لجميع أبناء الشعب مهما كانت أصولهم وطبقاتهم الاجتماعية، وإتاحة الفرص المتكافئة أمام الجميع كل حسب قدراته. رغم أن الحديث عن مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية سيخوض بنا في اتجاه آخر.
إذا فما الحل ؟ حقيقة لا أعلم.

رابعا : عن إعداد المعلم:
مدرسي الحاسب الآلي في مصر ينقسمون إلى تخصصات مختلفة ، منهم خريجي هندسة وخريجي حاسبات وخريجي كليتنا العزيزة التربية النوعية وخريجي معاهد ، وربما خريجي كليات أخرى حاصلين على مؤهل تربوي.
لماذا قد يشترط مدير مدرسة عند طلب مدرس حاسب آلي أن يكون خريج هندسة أو حاسبات وألا يكون خريج التربية النوعية ؟
نعم .. هذا يحدث أحيانا... فلماذا إذا ؟ ببساطة شديدة - وبدون زعل - لأن خريجي التربية النوعية غير مؤهلين . ونتحدث هنا عن التأهيل العلمي إذا افترضنا جدلا أن كليات التربية النوعية تؤهل خريجيها تربويا، مما يقودنا إلى نقطة جوهرية عن أهمية كليات التربية عموما ، هل نضحي بالتأهيل العلمي مقابل التأهيل التربوي أم العكس ؟ أم نوازن بين الإثنين ؟ وهل تتم هذه الموازنة بما يحقق صالح العملية التعليمية والنظام التعليمي ؟
ما الفائدة إذا كان لدينا مدرسين مؤهلين تربويا وغير قادرين على تقديم المعارف للطلاب ؟ نعم التربية قبل التعليم ولكن التربية بدون تعليم ؟!
ونعود لنسأل لم هم غير مؤهلين ؟
 طبقا لما درسناه في الكلية - من المواد النظرية البحتة - أنه إذا كانت مخرجات نظام ما دون المستوى المطلوب فعلينا أن نعيد النظر في كل من مدخلات النظام والعمليات التي تتم عليها ، وإذا نظرنا إلى هذين العنصرين فسنجد ما يلي طبقا لما عايشته في الكلية التي درست بها لأربع سنوات :
- نسبة ليست قليلة من أعضاء هيئة التدريس ( معيدين ومدرسين مساعدين ومدرسين وأساتذة) ليس لديهم ما يكفي من الخبرة الكافية لتدريس المواد المسئولين عن تدريسها.
- نسبة ليست قليلة من الطلاب يكون همهم الأكبر هو اجتياز الامتحانات ولا يهمهم أن يكتسبوا أي خبرة أو فائدة من المواد التي يدرسونها، وربما أحيانا لا يريدون بذل أي مجهود - حد طايل ياخد شهادة من غير تعب - رغم أن الكثيرين منهم لا يعجبهم الأمر ويسخرون أحيانا مما يحدث في الكلية . لكن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
- نسبة ليست قليلة من المقررات التي يجري تدريسها من قبل أعضاء هيئة التدريس سالفي الذكر للطلاب سالفي الذكر تأخذ نقلا من مراجع علمية - باللغة العربية طبعا - نشرت أحيانا في عقد الثمانينات تحتوي على معلومات أكل عليها الزمان وشرب.
- بم أن المقررات تنقل من مراجع علمية " أثرية " أو من الإنترنت بواسطة غير متخصصين في المادة العلمية ، تكون النتيجة مقررات غير ممثلة للمحتوى العلمي الذي ينبغي أن يدرس في موضوع المادة ، وبالتالي لا تحقق الأهداف التعليمية المنشودة.
- ولما لهيئة التدريس والطلاب والمقررات سالفي الذكر من صفات سبق ذكرها فإن المقررات تدرس بأسلوب يعتمد على الحفظ والصم ونادرا ما يظهر فيها جانب الفهم ، وبالتالي فإن الاختبارات أيضا تأتي لتقيس هذا الجانب ويكون تقييم الطلاب على أساس مدى حفظهم للكتاب الغير ممثل لمحتوى المادة المفترض تدريسه ، من يصدق أن مادة البرمجة الشيئية الهيكلية التي تنص اللائحة على أنها مادة نظرية يدرس فيها مقرر عن لغة فيجوال بيسك 6.0 التي يوجد خلاف حول مدى تطبيقها لمفاهيم البرمجة الشيئية من الأساس.
- لائحة مقررات الكلية المليئة بالعيوب ، فهناك مواد تنص اللائحة على أنها مواد نظرية في حين أنها يجب أن تحتوي على جانب عملي إذا أردنا أن تكون لها قيمة ، كمثال : البرمجة الشيئية الهيكلية والذكاء الاصطناعي. ومواد أخرى سميت بأسماء منتجات برمجية بعينها : نظام النوافذ ، استخدام إكسيل ، لغة الباسكال .. فماذا لو أن أحد هذه المنتجات توقف تطويره أو حتى تغير اسمه لسبب ما !!!
إذا أعتقد أنني أعلم جيدا لما اشترط ذلك المدير شرطا كهذا ، وأعلم جيدا لماذا كتبت تلك المدرسة على السبورة لفصل في الصف الأول الإعدادي اسم ذاكرة الفلاش بالإنجليزية " Flasha " كما تنطق باللغة الدارجة فلاشة.

وبعد كل ذلك ؛ السؤال الآن هل سيتغير الأمر في المستقبل ونرى حلولا لتلك المشكلات ؟ أتمنى فعلا ذلك.

الأحد، يونيو 26، 2011

حصيلة أربع سنوات مهدرة

الآن انقضت أربع سنوات على دراستي في كلية التربة النوعية ، والآن وللأسف الآن فقط يمكنني القول أنها كانت أربع سنوات مهدرة ، سابقا وقبل 5 سنوات اخترت لنفسي طريقا لأسير فيه ، الطريق الوحيد الذي وجدتني قادرا على أن أفعل فيه شيئا ذا قيمة رغم قدراتي الفطرية في مجالات أخرى لكنها لن تحقق لي سوى مصلحة شخصية تفتقد القدرة على إكساب حياتي معنى أو هدفا .
حصلت على الثانوية العامة وعدت إلى مصر ، وبسبب اختيار خاطئ تم اختياره على نقص من الإلمام والمعرفة بما أنا مقبل عليه ، كان ترتيب رغبات التنسيق سببا في دخولي لكلية العلوم ، كل ما كنت أهتم به أن بها قسم خاص لعلوم الحاسوب وكان هذا كافيا لي، ولم لا فهي تبعد عن منزلي 10 دقائق مشيا على الأقدام، ووجدتني أدرس فيها كل شيء من العلوم الطبيعية عدا علوم الحاسوب ، اللهم إلا مادة واحدة في الفصل الدراسي الثاني يسمونها مقدمة في الحاسبات لم يكن أحد يهتم بها وحصلت فيها على أعلى تقديراتي.
أسباب أخرى أيضا إلى جانب ذلك الطموح والشغف الذي كان يسيطر على ويوجه كل تفكيري كانت سببا في عدم نجاحي في عامي الأول في الكلية ، ربما أحدها أن ما لدي من قيم وأخلاق تربيت عليها منذ كنت صغيرا كانت تمنعني من أن أضع لنفسي درجات تجارب الفيزياء بدلا من المعيدين رغم أن دكتور المادة لن يهتم بمن وضعها فهو يهمه فقط أن تكون هناك درجات، ربما أحدها أني نشأت في وسط مثالي في مدرسة دينية ليس له وجود في الواقع ، فلم أتعلم أن أن أقول لا إذا طلب أحد مني مساعدة ما، وإنما اعتدت أن أكتسب ود الناس واحترامهم بخدمتي لهم ، ربما رأى الآخرون ذلك ضعفا مني ، بل ربما هو ضعف بالفعل، فأساؤوا استغلاله حتى دفعت أنا ثمن ذلك.
وبناء على رغبة أهلي ولأن التحاقي بجامعة أو أكاديمية خاصة بمصروفات كان خيارا غير مطروح، انتقلت إلى كلية التربية النوعية لدراسة التربية الفنية ولكني رفضت أن أتخلى عن طموحي فلم أدخل لقسم التربية الفنية ودخلت أيضا لقسم تكنولوجيا التعليم حتى أتخصص في الحاسب الآلي في السنة الثالثة ، ولكن نسبة مواد الحاسب الآلي هنا أكثر مما كان في كلية العلوم (وذلك فقط في السنتين الأوليين) كما أن الدراسة أسهل بكثير مما يعطيني الفرصة لدراسة ما أريد خارج الكلية وحصلت في السنة الثانية على تقدير  جيد جدا ودخلت إلى قسم الحاسب الآلي وتدريجيا بدأت أدرك أني لن أدرس ما أردته ، وكنت أتوقع هذا منذ اليوم الأول لكنني لم أتوقع أن يكون الأمر بهذا السوء ، اللهم إلا بعض المواد القليلة التي تعد على أصابع اليد والواحدة ، ومضى عامان وأنا أنتظر أن أرى النهاية.
مشروع التخرج كنت أخطط له منذ السنة الثالثة وأبحث عن الأفكار وأقارنها لأختار منها أفضل فكرة تستحق أن تكون مشروع تخرجي ، بدأت في العمل فيه منذ منتصف العطلة الصيفية وبدأت الدراسة في الفرقة الرابعة ثم بدأ يتضح لي أن الفكرة ليست مضمونة إكمالها خاصة أني كان علي أن أعمل فيها وحدي فليس هناك من زملائي من هو مستعد لبذل أي مجهود ليس مطلوبا منه وخاصة أن الأفكار المقترحة من الدكاترة لا تتعدي تصميم موقع تعليمي أو اسطوانة تعليمية بل تصل أحيانا إلى مجرد عرض تقديمي باستخدام Power Point.
نعم كانت أربع سنوات مهدرة حتى وإن كنت عشتها وكل من حولي يرون أنني " عبقري " ، ومقدار ما أشعر به الآن من غضب ونقمة بل ربما إحباط شيء لا يمكنني وصفه ، وبعد أن خمدت تلك الطموحات التي كانت مشتعلة ، أدركت أنني قد ضحيت بكل شيء لأجل لا شيء ، وأدعو الله أن يعينني على استعيد شيئا مما فقدته.
وحسبي الله ونعم الوكيل.