الخميس، أبريل 08، 2010

أشعار الشافعي

في زيارتي الأخيرة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب ، كنت قد اشتريت كتابا صغيرا ، أو بالأصح كتيبا، يحوي مجموعة من أشعار الإمام الشافعي رضي الله عنه وعنوانه "ديوان الإمام الشافعي" نشرته " الشركة الجزائرية اللبنانية " ، ورغم أني لم أكمل قراءته بعد إلا أنني وجدت فيه مجموعة من الأبيات الجميلة ، فأحببت أن أكتب بعضا منها ، عسى أن يستمتع بها من يقرأها :


التوكل في طلب الرزق
توكلت في رزقي على الله خالقي  وأيقنت أن الله لا شك رازقي
وما يك من رزقي فليس يفوتني  ولو كان في قاع البحار العوامق
سيأتي به الله العظيم بفضله  ولو لم يكن مني اللسان بناطق
ففي أي شيء تذهب النفس حسرة  وقد قسم الرحمن رزق الخلائق

مكارم الأخلاق
لما عفوت ولم أحقد على أحد   أرحت نفسي من هم العداوات
إني أحيي عدوي عند رؤيته   لأدفع الشر عني بالتحيات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه  كأنه قد حشى قلبي محبات
ولست أسلم من خل يخالطني  فكيف أسلم من أهل العداوات
الناس داء وداء الناس قربهم  وفي اعتزالهم قطع المودات


الاعتماد على النفس
ما حك جلدك مثل ظفرك  فتول أنت جميع أمرك
وإذا قصدت لحاجة  فاقصد لمعترف بقدرك 

الخالص من الأصحاب
كن سائرا في ذا الزمان بسيره  وعن الورى كن راهبا في ديره 
واغسل يديك من الزمان وأهله  واحذر مودتهم تنل من خيره
إني اطلعت فلم أجد لي صاحبا  أصحبه في الدهر ولا في غيره
فتركت أسفلهم لكثرة شره وتركت أعلاهم لقلة خيره


فضل السكوت
قالوا : اسكت وقد خوصمت قلت لهم  إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة؟  والكلب يخسى لعمري وهو نباح؟

ليس المرء بثيابه
علي ثياب لو تباع جميعها  بفلس لكان الفلس منهن أكثرا
وفيهن نفس لو تقاس ببعضها  نفوس الورى كانت أجل وأكبرا
وما ضر نصل السيف إخلاق غمده  إذا كان عضبا حيث وجهته فرى
وإن تكن الأيام أزرت ببزتي  فكم من حسام في غلاف تكسرا

المرء بما يعلمه
تعلم فليس المرء يولد عالما  وليس أخو علم كمن هو جاهل
وإن كبير القوم لا علم عنده  صغير إذا التفت عليه الجحافل
وإن صغير القوم إن كان عالما  كبير إذا ردت إليه المحافل
ولا ترض من عيش بدون ولا يكن  نصيبك إرث قدمته الأوائل

يوم لك ويوم عليك
الدهر يومان ذا أمن وذا خطر  والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف  وتستقر بأقصى قاعه الدرر
وفي السماء نجوم لا عداد لها  وليس يكسف إلا الشمس والقمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق